
في هذا السياق، يمكن القول إن الشجاعة كانت تُعتبر من الصفات التي تُعزز من تماسك المجتمع وتُسهم في تحقيق الاستقرار والأمان.
إنّ للرجل العربي موروثاته الاجتماعيّة، والثقافيّة، والأخلاقيّة من العادات والتقاليد التي استمدّها من تاريخه ودينه وتراثه، والتي تجعله متميزاً حقاً بأخلاقه وسماته الشّخصيّة، ولقد ساهمت عوامل كثيرة في تحديد صفات الرجل العربي منها البيئة الجغرافيّة التي عاش فيها لقرونٍ طويلة أكسبته نوعاً من القسوة والغلظة التي جاء الإسلام فيما بعد ليهذّبها ويرتقي بها، فما هي أبرز صفات الرجل العربي؟
على سبيل المثال، يُقال “الصبر مفتاح الفرج”، وهو مثل يشير إلى أن التحلي بالصبر والحكمة يمكن أن يساعد في تجاوز الأوقات العصيبة. هذا المثل يعكس الاعتقاد بأن الحكمة تتطلب الصبر والقدرة على الانتظار حتى تتضح الأمور.
العفّة والأخلاق الكريمة: فمن صفات الرجل العربي العفّة وطهارة النفس وترفّعها عن الدنايا، فعلى الرّغم من أنّ العرب في الجاهليّة كانوا في عمى وضلالٍ مبين، إلاّ أنّهم عرفوا كثيراً من الأخلاقيّات، فهذا عنترة بن شدّاد له بيتٌ من الشّعر عبّر فيه عن كريم أخلاقه وعفّة نفسه حينما قال:
تعتبر الرجولة في الثقافة العربية مفهومًا عميقًا يتجاوز المظهر الخارجي إلى القيم الروحية والأخلاقية.
الحياء: فالرجل العربي هو رجلٌ حيّي ما زال يحتفظ بالمروءة التي تنفره من معايب الأخلاق ومساوئها، بخلاف رجال الغرب الذين غابت عنهم كلّ معاني الحياء والمروءة.
الغيرة نور على العرض: فالرجل العربي يغار كثيراً على عرضه ونسائه ولا يقبل أن يسيء إليهنّ أحدٌ من النّاس، ويحيطهم على الدّوام بحمايته ورعايته.
يمتلك الرجل العربي قدرة فريدة على التكيف مع المتغيرات الحديثة مع الحفاظ على أصالته الثقافية.
ومن هنا نشأت حركات التحرر في البداية لتعيد للمرأة كرامتها وحقوقها من أيدي الرجال المستبدين، ولكن بعض هذه الحركات بالغت في حركتها ومطالبها وسعت عن قصد أو عن غير قصد لأن تجعل المرأة رجلاً ظناً منها أن هذه هي المساواة، وقد أفقد هذا التوجه المرأة تميزها الأنثوي الذي هو سر وجودها، وأصبح الأمر معركة وجود وندية مع الرجل، وخسر الاثنان تميزهما الذي منحهما الله إياه ليقوم كل بدوره، وبما أن المرأة والرجل مخلوقان لله سبحانه وتعالى فلا نتصور أن يتحيز الخالق لأحد مخلوقاته ضد الآخر، ولكنها الأدوار والمهام والواجبات، والعدالة في توزيع التميز في جوانب مختلفة نور الإمارات لكي تعمر الحياة.
رغم التحديات المعاصرة، تبقى القيم العربية الأصيلة مثل النخوة والمروءة والوفاء جوهر الهوية الرجالية العربية.
من خلال فهم هذه القيم وتقديرها، يمكن للأفراد والمجتمعات أن يستمروا في تعزيز الروابط الاجتماعية وبناء مستقبل مشرق يقوم على التعاون والاحترام المتبادل.
وربما لا يعجب هذا الكلام بعض الزعيمات النسائيات، ونحن نؤكد هنا أننا نتكلم بشكل علمي موضوعي قائم على الدراسات والملاحظات بعيداً عن المداهنات السياسية أو الاجتماعية.
كان الرجل العربي رمزاً للكرم والشجاعة والوفاء، يحمل تراثاً عريقاً من القيم النبيلة.
ليس كل ذكر رجلاً، فالرجولة ليست مجرد تركيباً تشريحياً أو وظائف فسيولوجية، ولكن الرجولة مجموعة صفات تواتر الاتفاق عليها مثل: القوة والعدل والرحمة والمروءة والشهامة والشجاعة والتضحية والصدق والتسامح والعفو والرعاية والاحتواء والقيادة والحماية والمسئولية.